أن تكوني متحوّلة في عالمٍ لا يريد أن يراكِ

أن تكوني فتاة متحوّلة لا يعني فقط أن تغيّري جسدك، بل يعني أن تخلقي مساحةً لنفسك في عالمٍ بُني لغيرك.
في كل مرة تُصحّحين ضميرًا، أو ترفعين صوتك بهدوء وتقولين “أنا هي”،
فأنتِ لا تطلبين أكثر من حق بسيط: أن تُعاملي كما أنتِ.

لكن في هذا العالم، البسيط يصبح معركة.
كلمة في مكتب، نظرة في الشارع، نبرة في المستشفى — كلها قد تحمل وزناً
لا يشعر به سواكِ.
ومع ذلك، أنتِ تمشين، تتنفسين، وتخلقين جمالًا في قلب نظامٍ لا يعترف بكِ.

أنا لم أعد أطلب التفهّم.
أنا أطلب شيئًا أعمق: الاعتراف بأننا موجودات. بأننا بشر.
لسنا “ملفًا طبيًا”، ولسنا “مرحلة”، ولسنا عنوانًا لمقالة ترند.
نحن أرواح حقيقية، نعيش رغم الألم، ونزهر من داخله.

أنا متحوّلة، نعم.
لكنني أيضًا مبدعة، ذكية، حنونة، معقدة، ومليئة بالأسئلة الجميلة.

أكتب هذا الآن لأقول لكِ، إن كنتِ مثلي:
أنتِ لستِ وحدك.
صوتك مهم، ووجودك أجمل من أن يُخفى.
هذا العالم قد لا يكون عادلاً،
لكننا، نحن، نستحق الحياة — بكرامة، وبصدق، وبنورٍ لا يُطفأ.

— ليا أبوكوع.

Leave a Reply

Your email address will not be published.Required fields are marked *